مسجد التوبة

مسجد التوبة أو المسجد الأثري أحد أهم المعالم التاريخية ومنارة من منارات الإسلام الخالدة . تعود نشأة المسجد إلى غزوة تبوك سنة ٩ هـ حيث أدى الرسول محمد الصلاة فيه عشر ليال، وكانت آخر غزوة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ليخلد التاريخ فوق صفحاته ذكراه، وأهميته لدى المسلمين.

وجاء في التاريخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختطّ مسجد ' التوبة ' بيده الشريفة عند بئر كانت هي المصدر الوحيد للماء في المنطقة، حيث أقام الرسول في تبوك عشرين يوماً وأدى الصلاة جماعة مع أصحابه في هذا المكان الذي عُرف بعد ذلك بمسجد الرسول طوال مدة إقامته، إلا أن بعض الباحثين سموه بمسجد ' التوبة ' نسبة إلى سورة التوبة التي نزلت عقب غزوة تبوك، الذي بقي على هذا المسمى حتى وقتنا الحالي .

وكان أول بناء لمسجد التوبة في عهد الخلفية الأموي عمر بن عبد العزيز، حيث كان بناؤه من الطين وسعف النخل للسقف والحجارة المنقوشة، ثم تجدد بناء المسجد في العهد العثماني عام ١٠٦٢هـ، وأعاد بناءه مرة أخرى في العهد السعودي وأمر بتجديد بنائه على طراز الحرم النبوي الشريف في عام ١٣٩٣هـ . ويقع مسجد التوبة في منطقة وسط البلدة القديمة، وبالقرب من قلعة تبوك.

يمكن أن يستوعب المسجد ٣٠٠٠ مصلٍ، وتم استعادة البيئة المحيطة به في النهاية. في شكله الحالي، يشتمل على مئذنة واحدة، ومدخل مقنطر كلاسيكي، وقاعة صلاة كبيرة مع سجاد وثريات رائعة. دفن كثير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في مقبرة بجوار المسجد.

يُعتقد أن المسجد كان بمثابة نقطة ارتكاز طورت منه تبوك أسواقها ومناطقها، فضلاً عن طريق للقوافل التجارية والحجاج القادمين من بلاد الشام. يقع المبنى بجوار سوق الجدّة الذي يبلغ عمره 200 عام في تبوك، وهو أقدم سوق في المدينة. نظرًا للأهمية الثقافية للمسجد ومكانته كموقع تاريخي مهم وارتباطه الوثيق بالنبي ، فإن زوار تبوك حريصون على مشاهدته'.