قلعة أعيرف

بُنيت قلعة أعيرف من الحجر والطين قبل عام ١٨٤٠م. تقف قلعة أعيرف على قمة تل مرتفع في منطقة حائل بالمملكة السعودية، فهي تتميز بموقعها الإستراتيجي الأمر الذي جعلها تشكل إحدى العلامات المميزة لمدينة حائل لأنه من السهل رؤيتها من جميع أنحاء المدينة. كما تقف القلعة شاهدة على مهارة أهل الحائل في العمارة والتصميم منذ القدم. وهي الآن واحدة من أهم المعالم التراثية والسياحية في المنطقة.

تحاكي قلعة أعيرف في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية، حيث تم بناؤها على يد أسرة آل علي، بغرض الدفاع والحماية والمراقبة. شُيّدت على مساحة ٤٤٠ مترًا من الطين واللبن، وزودت بأبراج المراقبة والفتحات إلى أن أصبحت على شكلها الحالي: قلعة مستطيلة الشكل ومتوسطة الحجم يحيطها سور متين ومزودة بفتحات لتصريف مياه الأمطار.

تضم قلعة أعيرف بداخلها أماكن للتخزين، وأخرى للنوم، ومصلى، ودورات للمياه، إلى جانب كثرة أعداد الأبراج، وفتحات المراقبة والدفاع بداخلها التي يصل عددها إلى ٣٠ برجًا. وتتكون القلعة أيضًا من مدخل يؤدي إلى ساحة صغيرة، ومنها إلى مدخل ناحية المسجد الذي يقع وسط القلعة وفيه ممرات صغيرة، حيث يحوي المسجد رواقاً واحداً به صف من خمسة أعمدة في حين الجهة الشرقية من المسجد يوجد بها سلم يؤدي إلى برج دائري الشكل يزيد ارتفاعه عن خمسة أمتار ويحتوي على مجموعة من فتحات المراقبة ويتميز بشرفات في أعلاه.

كما تتميز القلعة بأبوابها الخشبية الكبيرة والمنقوشة، وكذلك بارتفاع برج القلعة الذي يأخذ شكلاً مخروطيًا متدرجًا، بالإضافة الى أساساتها وجدرانها المبنية من الحجر وبتصميمها الداخلي والخارجي، بما فيها النوافذ والأبواب المميزة.

ومن أهم ما تحتويه قلعة أعيرف 'مدفع القلعة' حيث كان يُطلق قد اطلق سبع مرات لتبشر بداية شهر رمضان المبارك مواطني حائل. ويُعلن من خلاله وقت الإفطار عند صلاة المغرب، وبدء الصيام عند طلوع الفجر. كما كان يتم إطلاقه سبع مرات للتبشير بعيد الفطر.

كما تضم قلعة أعيرف متحفًا أثريًا يزوره السائحون والضيوف في المنطقة، ويكشف عن جذور حائل التاريخية التي تظهر قدرة سكانها القدامى في بناء أنواع متميزة من العمارة التي نجت على مر العصور، مما يثبت قوة هياكلها.